البيان التأسيسى لنادى سيناء للقلم



انطلاقاً من ثورة 25 يناير التى حطمت كل جدران اليأس الذى حاول النظام البائد ترسيخه فى اعماقنا، واستنهضت بداخلنا التفاؤل لبناء عالم خال من الخوف،ومفعم بإرادة قوية قادرة على تحطيم كل الأغلال،واختراق كل التابوهات، وبناء مستقبل بسعة آمالنا فى تغيير مصائرنا.

وإيمانا بفكرة العمل الثقافي الحر، وتفعيلا لقيمة المغزى الثقافي للديمقراطية، ورغبتنا الملحة فى التغيير انطلاقاً من تلك الروح الجديدة التى صاغتها ثورتنا المباركة فى نفوسنا،وإدراكنا الواعى بمدى ماللثقافة من دور حيوى وهام فى تنمية الفرد فكرياً وثقافياً،وما لها من أثر بالغ فى تغيير الوعى الجمعى،وماتمثله من أهمية لأى مشروع نهضوى يؤسس لمستقبل ثقافى متجاوز وطموح .

ولقناعاتنا التامة بأنه من غير المنطقى أن نترك تلك اللحظة التاريخية تمر دون أن نقبض عليها،لنجعل منها قاعدة انطلاق نحو عالم ثقافى ننحاز فيه لكل ما هو انسانى ونبيل، وحرصنا على المساهمة فى رسم رؤية مستقبلية مختلفة للحركة الثقافية والإبداعية فى سيناء،تفسح المجال للأفكار الهادفة البناءة، والأقلام الحرة النزيهة،جاءت فكرة نادى سيناء للقلم، ليكون نافذة ثقافية مغايرة ،ومضافة للحركة الثقافية فى شمال سيناء ،ورافداً آخر للارتقاء بالفكر والثقافة العامة فيها،من خلال تقديمه ثقافة واعية،ثقافة الحقيقة والتنوع،وتقبل وهضم ثقافة الآخر،كذلك السعي لخلق مناخ ثقافي وفكري،وربطهما بعجلة التنمية الشاملة على أرض المحافظة،ولخلق جيل أكثر وعياً ،وأنضج فكراً،جيل مستنير مؤهل للبحث فى قضايا وطنه.

كما يهدف النادى إلى الكشف عن طبيعة جديدة للعمل الثقافي وللإبداع خارج المؤسسة الرسمية،والطاقات الثقافية الحقيقية التى تمتلك ضميراً ثقافياً حياً ،ورؤية مغايرة للسائد الثقافى الذى كان يرسخ لثقافة قديمة.

كما يسعى إلى خلق بيئة ثقافية تتمتع بقدر من الحرية ،وتتيح مساحة للحوار الفكري والثقافي،وتسهم في تكوين اتجاهات إيجابية نحو حرية الرأي وتقبل وجهة النظر الأخرى،كما لا يغفل أهمية الكتابات الجديدة،والسعى لإكتشاف المواهب الإبداعية الناشئة ،وتحفيزها على تطوير قدراتها وإمكانياتها الإبداعية.

ويتبنى النادى فكرة التعارف الإبداعي، وتقوية أواصر التعاون والتفاعل الثقافي والأدبي فى مصر،والوطن العربى،والعالم .

ويؤكد النادى على أن ليس له أى مرجعية دينية ،او سياسية، وقد أسسه مثقفون وأدباء شمال سيناء خارج إطار المؤسسة الثقافية الرسمية،وهذا لا يعنى بالضرورة رفض تعاونه معها،وتأكيده على حقه المشروع فى التمثيل بالحضور الإيجابي فى سائر المحافل الثقافية والإبداعية داخل مصر وخارجها.

الأعضاء المؤسسون:

1- أحمد جهامة ... إعلامى بإذعة شمال سيناء

2- أسعد الملكى ... شاعر

3- أشرف العنانى ... شاعر وصاحب مدونة سيناء حيث أنا

4- بركات معبد ... شاعر

5- حسن الشوربجى ... فنان تشكيلى

6- سعيد اعتيق ... مهتــم

7- صلاح الرقيبة ... مهتــم

8- عبدالله السلايمة ... قاص

9- عبدالحليم سالم ... شاعر وإعلامى بصحيفة اليوم السابع

10- فاطمـة نبهـان ... شاعـرة

11- ماجد الرقيبة ... شاعر

12- محمد أبوماضى ... ناقد أدبى

13- محمد المغربى ... شاعر ومترجم

14- محمد كمال ... مهتم وصاحب مدونة سيناء الإخبارية

15- مصطفى اشتيوى ... مهتم وفنان "موسيقى"

16- مصطفى سنجر ... مهتم وإعلامى بصحيفة الشروق

17- منصور عيد ... شاعر

18- ناصر العزازى ... مهتـم

آفــــــــاق الســــرد


الوديعـــــة..

عبدالله السـلايمـة

بوجهه الشاحب،وانحناء قامة كانت في يوم ما مشدودة كالوتر،أقبل ذات مساء يوم خريفي يجرجر قدميه في تثاقل،وكما يليق بشيخ طاعن مثله، يحمل في حنايا رأسه المترنحة ذاكرة القبيلة،استقبلته في حفاوة بالغة.
حفاوة شجعته علي تجاوز حاجز فارق العمر بيننا،وهيأته لتجاذب أطراف حديث، بدأه باجترار ذكريات مفرحة ومؤلمة،وأنهاه بشكوي مريرة من جحود أولاده،وإهمال ثلاثتهم له بعد موت أمهم،وهو الذي أفني عمره من أجل إسعادهم .
ولما أعطيته جرعة من الأمل،راح يحدثني بكلمات أشبه بترنيمة الم، عما يجيش بصدره من جراح، وهو منفعل حيناً،شارداً في معظم الأحيان.
 قال في أسي بالغ: كم مرت عليه أيام طوال،وليال أكثر طولاً ووحشة، قضاها يعاني مرارة وحدة،جعلته يسمع نحيب أعماقه ،ويرنو لصوت صمت تتوالد منه أفكار غريبة،وأشباح مرعبة.
منعه حياؤه من البكاء،صمت قليلاً يلملم جراحه ،ثم مضي قائلاً: ولإحساس قاتل بالضياع لازمه كظله،فقد رغبته تماماً في عيش حياة، قال بخوف السائر نحو نهايته:أنه لم يعد حريصاً عليها .
تملكني حينها شعور طاغ، ليس بالإشفاق عليه فقط،بل بحقه الكامل عليّ برعايته كأب افتقد غيابه، فوجدتني بدافع إحساسي بالمسئولية تجاهه،أقدم له جلباباً،طلبت إليه في رجاء،قبوله مني كهدية.
سعادتي الغامرة بقبوله لهديتي المتواضعة لم يفسدها غير إحجامه عن الكلام، واكتفاؤه بالنظر لي بعينين حزينتين ومنطفئتين في امتنان لا يخلو من لوم علي ما اعتبره جرحا لكبريائه، حينما عرضت عليه منحي شرف رعايته.
وغادر تاركاً لي  جلبابه القديم،وحيرة اعتقلتني خلف قضبانها لبضعة أيام ،حتي تفتقت مخيلتي عن حيلة،أو ما يمكن تسميته بمؤامرة نبيلة، شككت حينها في مدي نجاحها بمنح الشيخ حياة جديدة.
وإحكاماً لتدابير مكيدة غير محسوبة العواقب، وشرعت بالفعل في تنفيذها،حرصت علي أن تأخذ زيارتي لأولاده طابع السرية،أخبرتهم خلالها :أن أباهم أودعني أمانة،أكد عليّ ألا أعلن عنها إلا بعد مماته، وألا أمنحها إلا لمن يولي منهم عناية أكثر به،تاركاً لي حرية تقييم أدائهم .
ارتسمت علي شفاههم ابتسامات تنم عن ارتياح مريب،وتفضح نهم أحلام ،وربما أطماع،تأكد لهم  أن تحقيقها بات مرهوناً باستحواذهم علي وديعة مؤجلة وغامضة.
فأخذوا يتسابقون فيما بينهم علي إرضاء أبيهم .
وبإحساس من يخوض معركة شرسة عليه الخروج منها منتصراً ، قابلت برفضي القاطع كل محاولاتهم الحثيثة لدفعي علي الكشف عما ائتمنني عليه أبوهم.
بعد فترة ليست بالقصيرة،فوجئت بالشيخ يزورني.
وجهه الذي بدا لي أكثر إشراقاً، ومظهره الذي ينم عن عناية فائقة ، بعثا إلي نفسي بالطمأنينة، لكن ثمة أسئلة حائرة تطل من عينيه، لم تسعفه مخيلته الهزيلة علي أجوبة مقنعة عنها .
وحينما حاول دفعي لمشاركته حيرته، حاولت بدوري تهوين الأمر عليه بالقول له في ثقة مراوغة: لا بد أنهم أحسوا بفداحة ما ارتكبوه في حقك، فأرادوا التكفير عن ذنوبهم.
 "يمكن" .. قال الشيخ في تشكك
وكأنه أحس بأنها ستكون زيارته الأخيرة ،اقترب مني،وضع يده علي كتفي،ودون أن ينطق بكلمة واحدة، أخذ يتأملني بصفاء أثار دهشتي،ثم  مضي لحال سبيله.
انشغلت بأمور تخصني عن زيارته لفترة،لم انقطع خلالها عن محاولة السؤال عن أحواله،حتي صادفت من أخبرني بأمر مرضه المفاجئ، مرض منح الشيخ نهاية كان يتمناها،ولم يمنحني غير فرصة المشاركة في تشييع جنازة،ما أن أتم أولاده  طقوس مراسمها،حتي جاءوني كذئاب جائعة!
وكأنني لا أعرفهم،وبطريقة فضحت رغبتي الشديدة في الخلاص منهم ، جئت لهم علي الفور بصندوق،ما كاد أكبرهم يفتحه في لهفة، حتي صدمهم جميعاً مرأي جلباب أبيهم المتسخ....
.........................................
نشرت فى مجلة "الرافد"الإماراتيةـ العدد 163 ـ مارس 2011
             
                                                           


الطابـق الأخــيـر
عبدالعـزيز قاسـم
كاد حرصى بألا يرانى  يهلكنى ,  وكادت قدمى تنزلق أكثر من مرة حتى اننى كنت مضطرا لخلع حذائى ,  فالإفريز كان بالكاد يسع القدم , أما حرصه هو فكان بأ ن يصل الى نقطة اللاعودة عند زاوية المبنى الخارجية , تلك التى تقع فوق ناصية الشارعين الكبيرين وهناك خارج الطابق الثلاثين من المبنى الفخم الذى يضم مصالح الدولة ومؤسساتها الوطنية ؛
   لذلك  أيضا كانت نقمتى عليه  .
 حين انتبه إلى : غاص قلبى عند قدمى  , وكنت إتعجب ؛ كيف  وصل حريصا على الموت الى موقع بهذه الخطورة ؟
 سألته وأنا أرسم ابتسامة مطمئنة ؛ ماذا لو فعلناها سويا ؟
ارتسمت الدهشة على وجهه المتعب وقال باستنكار ؛ " ماذا ؟ ماذا تقول ؟
قلت : نفعلها سويا , أنا جاهز , لطالما فكرت فى الأمر , ولم يدخل معى حيز التنفيذ إلا حين رأيتك تنوى فعلها .
سألنى وقد فاض كيله : ولم تريد ذلك ؟ لدى ما يدفعنى للأمر , فلم تريد انت ؟
  أنا أيضا لدى أسبابى  وهى كثيرة , أقلها أن اترك دائنى فى ورطة انا حاليا غارق فيها الى هنا , واشرت إلى أعلى أنفى بينما أرسم ابتسامة تشفى لائقة بالموقف حسب ظنى .
  لا تبدو يائسا كما أنا ؛ قالها وهو ينظر إلى قدميه ويحاول تثبيتهما على الإفريز الأملس  ولأننى بدأت تتعرق قدماى أيقنت ان قدماه ربما تكون سببا للتعجيل بما كان ينوى فعله . قلت  مستنكرا : ولكن لم اخترت هذا الطابق ؟ كان يكفى الخامس أو العاشر  .
 أشار بطرف أنفه بينما يجاهد فى التشبث بالحائط الأملس وراءه: ألا ترى الطابق الأخير ؟ هو فى طور الإنشاء , وأنا . . لا اريده ان يكتمل فى حياتى .. كان اربعا فقط حين عملت به ولم يطرأ على حياتى تحسنا حتى وصل الى هنا . .
  هل تفهم ؟  . . ولم افهم فى الحقيقة إلام يرمى , كنت اتطلع الى ناصية الشارع البعيدة , واتساءل لم تأخر ت سيارات النجدة  الى هذا الحد والمسافة لا تستغرق ست دقائق كاملة , ربما اقل . . أقل كثيرا , اللهم إلا إذا اكمل الرجل طعامه الذى كان يتناوله بينما كان يتلقى مكالمتى , لكنه كان جادا فى تلقى البلاغ وفى كتابة تفاصيل العنوان ورقم الطابق الذى يقف فيه الرجل المسكين , ولم ينس أيضا أن يأخذ رقمى القومى ومكان عملى وتاريخ مولدى وعنوان مسكنى
  حاولت الاقتراب منه وانا غير واثق  تماما بقدرتى على مجاراته , لكنه اشار الى باستنكار وامرنى ان اثبت مكانى , بينما بدا عليه التوتر والانفعال , وتكاد تنزلق قدمه فتراجعت  وانا اهدئه واحاول العودة الى حوارنا اليائس معا .
 لم تأت سيارات النجدة حتى الآن , وبدا انهم قرروا تركنا نفعلها , بينما تجمع كثير من المارة بالأسفل وبدوا كأنهم قطيع نمل حول قطعة سكر .
 سألنى فى قلق ؛ هل تحتسب فعلته هذه إهدار للحياة  ؟ أو إعلانا للتمرد على قدر الله ؟ قلت أن الله لا يرضى بما يعانيه حتما , ولعله يدبر لنا مخرجا مما نعانيه , ولكنى عموما لا أريد الانتظار  , لأن ما عند الله أفضل ,وأنا استعجل الذهاب إليه . . هل  . . تفكر الامر ؟ . . نفكر فيه قليلا  ؟
 : " أظن أن الأمر خطير إلى الدرجة التى تجعلنا نفكر بعض الشىء " وتخيلته يحك رأسه لولا وقفته الحرجة  فواصلت المحاورة وانا احاول ان اخفى ارتياحى لما وصل الامر اليه :
"أراك تراجعت يا صديقى  , وبابتسامة ألفة سالته : هل تخبرنى باسمك ؟ لم أعرف اسمك بعد . . ؟"
" صابر . . اسمى صابر , منذ ثلاثين عام وأنا صابر ولا فائدة وكأنى ألاحق سرابا . . لكنى لا أريد أن أحمل ذنبك معى , ربما أجد الحجة عند الله وأنا وحدى "
  تجاهلت محاولته إثنائى وواصلت كمن يحادث نفسه : لدى ثلاثة ابناء  وزوجة فى طيبة امى وصبرها ,  هل لك أم كأمى ؟
  قال متلهفا : " لك أم على قيد الحياة , وتريد أن تفارقها ؟!  هذا جحود , عد اليها وقبل يدها , وابك عند قدميها حتى تلقى الله , حينها ؛ تعال الى هنا واظ فعل ما تشاء "
 "وانت ؟ ؟  أما زلت . . ؟ "
  " انا ما زلت افكر فى الامر , أمورى اكثر تعقيدا مما تظن " يقول وما يفتر يرفع عينيه الى أعلى نحو الطابق تحت الإنشاء . .
  قطيع النمل فى الاسفل يزداد اتساعا , ضوضاؤهم  بدات تصل الى مسامعنا , وانا فاقد الامل فى نجدة من هؤلاء , وما أنتظره لم يأت بعد , 
التفت الى حركة عن يسارى فوجدت أحدهم يطل برأسه نحونا متسائلا : " هل أنضم اليكما ؟  فى كل الاحوال أريد ذلك وسأفعله "
 يارب العالمين , ماذا جرى لهؤلاء ؟ قلت بيأس وانا انظر اليه شذرا : " الإفريز يسع كل هؤلاء بالاسفل , ادعهم يأتينك قفزا , هل تظنها وليمة رمضانية ؟ "
  وتقدمت منه لعلى أتمكن من إعادته قبل ان يستفحل الامر , فسمعت صابر وهو يحثنى على التقدم حتى أمنع الرجل , وكنت متفهما لمشكلته فالجريرة صارت مزدوجة , وكان الرجل قد أخرج إحدى ساقيه وألقى نظرة الى أسفل فتردد قليلا والقى نظرة الى كلينا بغية التشجيع ربما .
 فاتاح لى وقتا للوصول اليه .
 عند النافذة جاءنى رجلا انيقا تبدو عليه النعمة وبدا عليه التوتر والانفعال . مخترقا حاجز الامن الذى صنعه رجال أمن بالمبنى بسهولة , , وبادرنى وهو ينهر رجلنا الثالث ويسحبه الى الداخل فى قسوة , بينما يتلقفه آخرون بالداخل  : " ماذا يريد صابر ؟ هل حاورته ؟ هل تحدثت معه ؟ لماذا يريد  . . ؟
  التفت الى صابر ورفعت صوتى ليسمع , اذهب من هنا , أنت
أحد هؤلاء اللذين يدفعوننا الى الجنون  على ما أظن " ثم انخفضت بصوتى نحوه : " هل يمكنك وقف الإنشاء فى الطابق الأخير ؟   كان مأخوذا ؛ سرعان ما عاد الى نفسه ثم وقع فى حيرة لا يدرى ما يجيب , فتركته وعدت الى صاحبى عند الإفريز على الدنيا والآخرة .
 فى الدنيا بأسفل مايزال الوضع كما هو جمهور متفرج  ونجدة لا تصل وصاحبى ما يزال غارقا فى تردده  , فإنفاذه لما قرر لا يحتاج سوى ان يلقى بكل معاناته خلف ظهره ويقفز ولن يجد وقتا ليشعر بالألم ,  أما أن يقلع عما فى رأسه فهو أمر يحتاج الى الكثير من . . الحكمة ربما . .  أن يمنى بهزيمة اخرى ربما . . أن يأتى رجال النجدة  . . . ربما .
 انتبهت اليه وهو يحاول مد احدى ساقيه مما زاد قلقى وحنقى على النجدة المنتظرة منذ أمد صار بعيدا , فسألته : مايشقيك الى هذا الحد فى بناء طابق جديد ؟ 
 قال وهو يرفع عينيه الى هناك فى غضب جارف وكأنه ينفث من مرجل يغلى : " منذ عشرين عاما احاول استكمال طابق واحد لأبنائى ,؛ منذ أكثر من ثلاثين عاما أحلم . . فقط احلم . . اعمل كما الثور  . . اركض كما الكلب . . و. .  وبين وقت وآخر أهتف كما الببغاء , أكاد الآن أحبو  . .  وهم ينشؤون طابقا  فوق الثلاثين  "
 أيضا لم أفهم , حقا ماذا يريد هذا الرجل الصابر كما الجبال  ؟ ؟
 فى تساؤل وارتياب نظر الى اسفل متسائلا عما يفعل النمل بأسفل , وكانوا هناك يصنعون دائرة كبيرة من تحت المبنى وبفعلون شيئا لم أفطن إليه حتى وضح جليا هناك , النمل اخيرا يصنع من ملابسه  بساطا يستقبل به صابر بينما  بدأت تعلو حناجرهم بسقوط الطابق الاخير .